Preloader Image
news خبر عاجل
clock
ممر مدارة العياشي يفضح تسيير مراكش: مشاريع بلا روح وعقلية من زمن آخر .

ممر مدارة العياشي يفضح تسيير مراكش: مشاريع بلا روح وعقلية من زمن آخر .

عند مدارة العياشي، خرج إلى الوجود ممر تحت أرضي كان يُفترض أن يشكّل إضافة نوعية لحركية السير والجولان بمدينة مراكش. غير تأن الانطباع الأول الذي يفرض نفسه ليس الإعجاب، بل التساؤل: لماذا تتوقف المشاريع هنا عند حدود الإنجاز التقني، وتغيب عنها الروح والجمالية؟


الممر أُنجز، لكن دون تلك اللمسات الأخيرة التي تمنحه هوية حضرية تليق بمدينة بحجم مراكش. لا حديث هنا عن الميزانيات أو آجال التنفيذ، بل عن الرؤية الغائبة. فالفرق واضح عند المقارنة مع ممرات مماثلة في الرباط، حيث يُنظر إلى التفاصيل كجزء أساسي من المشروع، لا كعنصر ثانوي يمكن تجاوزه.



في قلب هذا الإشكال، يبرز سؤال أعمق يتعلق بطريقة تدبير المدينة الحمراء. فالمشكل لم يعد مرتبطاً بالمشاريع في حد ذاتها، بل بالعقلية التي تُدبَّر بها. أسلوب تسيير تقليدي، يفتقر إلى الابتكار، ولا يواكب التحول الحضري الذي يفترض أن تعرفه مدينة عالمية. قرارات تُتخذ بمنطق الحد الأدنى، وتدبير يشتغل بعقلية بدائية لا تُولي أهمية للصورة العامة ولا للبعد الجمالي، وكأن مراكش مدينة عادية لا تشكل واجهة للمغرب.


هذا الواقع يتناقض بشكل صريح مع التوجيهات الملكية الواضحة. فصاحب الجلالة الملك محمد السادس عبّر في فك الله من مناسبة عن رفضه القاطع لفكرة “مغرب بسرعتين”، مؤكداً أن التنمية يجب أن تكون عادلة ومتوازنة بين مختلف المدن والجهات. غير أن ما تعيشه مراكش اليوم، في تفاصيل مشاريعها، يعكس فجوة مقلقة بين الخطاب والتطبيق.


ولا يتوقف الأمر عند الممرات تحت الأرض فقط. فالمقارنة مع المحطة الطرقية بالرباط كافية لفضح هذا الخلل، مقابل محطة طرقية بمراكش لا تزال بعيدة عن المستوى الذي يليق بمدينة تستقبل ملايين الزوار سنوياً، وتُقدَّم كواجهة سياحية وثقافية للمملكة.


ما يُطالب به ليس تفضيلاً ولا امتيازاً، بل احترام مدينة بحجم مراكش. احترام يبدأ من طريقة التسيير، ومن عقلية المسؤولين عنها، وينتهي بمشاريع تحمل هوية، وجمالاً، ورؤية. فمراكش لا تحتاج فقط إلى أوراش تُدشَّن، بل إلى تدبير حديث يضع التفاصيل في صلب الاهتمام، ويُخرج المدينة من منطق “الحد الأدنى” إلى أفق يليق بتاريخها ومكانتها.

اترك ردا

إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اخبار ذات صلة

تابعنا

أفضل الفئات

يرجى قبول ملفات تعريف الارتباط لتحسين الأداء