هل فشل المجلس الجماعي في تهيئة شوارع مراكش قبل كأس إفريقيا؟ هل سنستقبل الضيوف أم سنُرشدهم وسط الأوراش؟
بينما تستعد المملكة لاحتضان كأس إفريقيا للأمم، وتُسوَّق مراكش كواجهة سياحية وحضارية للقارة، يجد الزائر نفسه أمام واقع صادم: مدينة تتحول إلى ورش مفتوح. شوارع محورية مثل علال الفاسي ومولاي عبد الله لا تعكس مدينة تستعد لاستقبال ضيوف من عدة الدول، بل مدينة غارقة في الأشغال، الازدحام، والارتجال.
علال الفاسي ومولاي عبد الله… واجهة أم عبء؟
شارع علال الفاسي، أحد الشرايين الحيوية للمدينة، يعيش على إيقاع أوراش لا تنتهي. حواجز، تحويلات، اختناق مروري، وتوتر يومي للسكان والمهنيين.
الأمر نفسه في شارع مولاي عبد الله، حيث تحوّلت الأشغال إلى روتين بلا أفق زمني واضح. لا لوحات تشرح مدة الإنجاز، لا تواصل مع الساكنة، ولا مؤشرات على قرب الانتهاء.
المشكل لم يعد في مبدأ الأشغال، فتهيئة الشوارع ضرورة. المشكل في التوقيت، طريقة التدبير، وغياب الرؤية الشاملة.
مدينة مقبلة على حدث قاري كبير لا تُدار بالأوراش المتفرقة، ولا بالقرارات المتأخرة، ولا بمنطق “نصلحو دابا ونشوفو من بعد”.
ما يضاعف الإحساس بالفوضى هو غياب التواصل الواضح. المواطن لا يعرف متى تنتهي الأشغال، والضيف لا يجد مسارات واضحة، والمهني يتحمل الخسائر بصمت.
هل يعقل أن تُترك مدينة بحجم مراكش، وفي هذا التوقيت الحساس، دون خطة واضحة تُطمئن الساكنة وتُعطي صورة محترمة للزائر؟
الوقت لا يرحم، وكأس إفريقيا لا ينتظر اكتمال الأوراش. ما يقع اليوم في شوارع مراكش، خصوصاً علال الفاسي ومولاي عبد الله، يضع المجلس الجماعي أمام مسؤولية تاريخية.
إما تسريع الوتيرة، ضبط الأوراش، وتنظيم المدينة بشكل يليق بضيوفها،
وإما المجازفة بتحويل حدث قاري إلى إحراج حضري مفتوح.
السؤال الذي يطرحه المراكشيون قبل الضيوف:
هل سنستقبل إفريقيا في مدينة جاهزة… أم في ورش مفتوح