مع الساعات الأولى لاقتراب الاضطرابات الجوية القوية، تحولت مرتفعات الحوز وشيشاوة إلى نقاط يقظة قصوى، في ظل توقعات بانخفاض حاد في درجات الحرارة وتساقطات ثلجية كثيفة، فرضت على السلطات الإقليمية تفعيل آليات التدخل السريع والاستباقي، تفادياً لأي انعكاسات محتملة على الساكنة والبنية الطرقية والخدمات الحيوية.
في هذا السياق، ترأس عامل إقليم الحوز، مصطفى المعزّة، اجتماعاً طارئاً للجنة الإقليمية لليقظة، خُصص لتقييم مستوى الجاهزية الميدانية وتنسيق تدخلات مختلف المصالح المعنية. ووفق معطيات رسمية، جرى تسخير 59 آلية لكسح الثلوج وفتح المسالك الطرقية نحو الدواوير المهددة بالعزلة، إلى جانب وضع 54 سيارة إسعاف في حالة تأهب دائم لضمان التدخل السريع في الحالات الاستعجالية.
وعلى المستوى الصحي والاجتماعي، تم اتخاذ إجراءات وقائية ذات طابع إنساني، شملت توجيه 138 امرأة حاملاً يُرتقب وضعهن خلال هذه الفترة إلى دور الأمومة بالإقليم، ضماناً لسلامتهن، إضافة إلى إخضاع 486 شخصاً من المصابين بأمراض مزمنة لمتابعة طبية دقيقة. كما تقرر تعليق الدراسة مؤقتاً بالمؤسسات التعليمية المتواجدة بالمناطق المصنفة عالية الخطورة، حفاظاً على سلامة التلاميذ والأطر التربوية.
وبموازاة ذلك، رفعت السلطات المحلية بإقليم شيشاوة من درجة التأهب، خاصة بالجماعات الجبلية وعلى رأسها تمزكدوين، حيث تركزت الجهود على ضمان استمرارية الخدمات الصحية، وتأمين التموين بالمواد الأساسية ووسائل التدفئة. كما تم تمركز فرق تقنية تابعة لوزارة التجهيز والماء بالقرب من المحاور الطرقية الحساسة، تحسباً لأي انقطاع محتمل في حركة السير بسبب الثلوج المرتقبة.
وحسب النشرة الإنذارية الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، يُنتظر أن تنخفض درجات الحرارة الدنيا إلى ما بين ناقص 4 وناقص 8 درجات مئوية، خاصة بالمناطق التي يفوق علوها 1500 متر، وهو ما استدعى تفعيل المخطط الإقليمي الوطني للتخفيف من آثار موجة البرد، في محاولة للحد من انعكاساتها الصحية والاجتماعية.
وفي ختام هذه التعبئة، دعت السلطات الولائية بجهة مراكش-آسفي المواطنين ومستعملي الطرق إلى توخي أقصى درجات الحذر، وتفادي التنقلات غير الضرورية بالمناطق الجبلية الوعرة، مع الالتزام بتوجيهات لجان اليقظة المرابطة ميدانياً، حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات.