كان الاعتقاد السائد دائماً أن الحرور “كيغطّي”، يغطّي الطعم، الريحة، وحتى الشك. قطعة طون، شوية هريسة، وكلشي كيدوز. لكن الواقعة الأخيرة بين ابن جرير وقلعة السراغنة قلبت هذه القناعة رأساً على عاقب، وبيّنت أن الحرور ماشي درع واقي، بل ممكن يكون قناع يخبي الخطر.
تدخّل الدرك الملكي..
الملف تفجّر بعدما أوقفت عناصر الدرك الملكي بابن جرير سيارة محمّلة ببراميل من الهريسة في وضعية كارثية، لا من حيث التخزين ولا من حيث شروط السلامة. التحقيق قاد إلى مصنع للمصبرات بقلعة السراغنة، حيث تم حجز كميات إضافية من مواد غير صالحة للاستهلاك. تقارير “أونسا” حسمت الجدل: الهريسة فاسدة وتشكل خطراً حقيقياً على الصحة العامة.
المحكمة تدخل على الخط يوم الخميس 25 دجنبر 2025
الغرفة الجنحية التلبسية الضبطية بالمحكمة الابتدائية بابن جرير قررت تأجيل محاكمة المتهمين في قضية الهريسة والمخللات الفاسدة إلى يوم الخميس 25 دجنبر 2025، استجابة لملتمس الدفاع للاطلاع على الوثائق واستكمال تجهيز وسائل الدفاع. المتابعة جارية، والأنظار متجهة نحو الجلسة المقبلة التي من المتوقع أن تدخل في صلب المناقشات القانونية المتعلقة بالأمن الغذائي.
بين الضحك والجدّ… درس قاسٍ
القصة بدأت بنكتة شعبية عن الحرور، لكنها انتهت بتحقيقات، توقيفات، وتقارير مخبرية. الدرس واضح: ما يؤكل يومياً وببساطة، قد يكون أخطر مما نتخيل. الوسط المغربي سيبقى يحب الطون والهريسة، لكن بعد هذا الملف، صار من الضروري أن يحضر معهما سؤال واحد: من راقب؟ ومن حمى صحة المستهلك؟