لم تكن ليلة الخميس 25 دجنبر عادية بمدينة برشيد.
مدينة جامعية اعتادت إيقاع الدراسة والسكن المشترك، وجدت نفسها فجأة أمام خبر صادم: وفاة طالبة جامعية داخل شقة تقيم بها رفقة طالبات أخريات، في واقعة ما تزال تفاصيلها محاطة بالغموض.
الطالبة، التي كانت تتابع دراستها بإحدى المؤسسات الجامعية بالمدينة، عُثر عليها جثة هامدة داخل مسكنها، في مشهد أربك زميلاتها وخلّف حالة من الذهول والصدمة وسط محيطها القريب والطلابي عموماً.
وفور إشعارها، انتقلت إلى عين المكان السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية وعناصر الأمن الوطني، مرفوقة بالشرطة التقنية والعلمية، حيث فُتحت مسطرة بحث رسمية للوقوف على الملابسات الحقيقية للوفاة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
كما جرى نقل الجثمان إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات، لإخضاعه للتشريح الطبي في إطار البحث القضائي
بعيداً عن الخبر العاجل، تفرض هذه الواقعة المؤلمة طرح أسئلة لا تقل ثقلاً عن الحادث نفسه:
• من يراقب ظروف سكن الطالبات خارج الأحياء الجامعية؟
• هل توجد مواكبة نفسية حقيقية للطلبة، أم تُترك الهشاشة في صمت؟
• أين تقف الجامعة من حياة طلابها خارج أسوارها؟
• ومن يتحمّل مسؤولية الغياب المتكرر لآليات الإنصات والدعم؟
صدمة تتجاوز الجدران
الواقعة لا تخص شقة سكنية فقط، ولا مدينة بعينها، بل تعيد إلى الواجهة هشاشة الوضع الاجتماعي والنفسي لعدد من الطلبة، في ظل ضغط الدراسة، الغربة، وتراجع شبكات الدعم.
وبينما يقول القانون كلمته عبر البحث القضائي، يبقى السؤال الإنساني معلقاً:
كم من طالب يعيش أزمته في صمت، دون أن ينتبه إليه أحد؟
رحم الله الفقيدة، وألهم ذويها وزميلاتها الصبر والسلوان، في انتظار ما ستكشف عنه نتائج البحث الرسمي.