ليلى عبد اللطيف: اللقب لن يكون مغربياً ولا جزائـرياً ولا مصرياً… والسنغال ستتوج بكأس أفريقيا من قلب المغرب
كذب المنجّمون ولو صدقوا… جملة تُفتتح بها كل موجة من الجدل كلما ظهرت توقعات جديدة للعرافين والمنجّمين، وهي القاعدة التي عادت إلى الواجهة بقوة بعدما خرجت ليلى عبد اللطيف بتصريحات مثيرة حول هوية المنتخب الذي سيفوز بكأس إفريقيا 2025 فوق الأراضي المغربية.
في الفقرة الثانية، يصبح ضرورياً التوقف عند أصل هذا الجدل: عالم الفلك والنجوم والأبراج الذي يخلط كثيرون بينه وبين “علم الغيب”. فالفلك كعلم حقيقي يدرس حركة الكواكب والنجوم والظواهر الكونية، شأنه شأن الرياضيات والفيزياء، ولا علاقة له إطلاقاً بادعاء معرفة المستقبل. أما “التنجيم” الذي تتحدث به العرّافة فهو ممارسة قائمة على الرموز والتأويلات والحدس، ولا يستند إلى منهج علمي.
ومن منظور الإيمان بالله، يظل الغيب أمراً محجوباً لا يعلمه إلا الخالق سبحانه، مهما تعددت محاولات البشر ادعاء معرفته أو الاقتراب منه. ولذلك يردد الناس المثل الشهير “كذب المنجمون ولو صدقوا” للتأكيد على أن أي تطابق بين التوقع والواقع لا يجعل التنجيم علماً، ولا يعطيه مشروعية.
ورغم ذلك، خرجت ليلى عبد اللطيف بتوقع أثار نقاشاً واسعاً، حين أكدت أن المغرب ولا الجزائر ولا مصر سيفوزون باللقب، وأن السنغال هي الأقرب لرفع الكأس من قلب المغرب. توقع معاكس لما ينتظره الجمهور، خصوصاً أن المغرب يدخل البطولة بجيل قوي، ويلعب فوق أرضه، ويُعتبر مرشحاً بارزاً للتتويج.
الجماهير المغربية تفاعلت مع تصريحها بنبرة تجمع بين السخرية والرفض، معتبرة أن ما يُكتب على الورق أو يُتلى في برامج التنجيم لا يمكن أن يُقارَن بما يحدث على أرض الملعب. فالكرة ليست أبراجاً ولا خرائط طاقة، بل عمل وتكتيك وانسجام وتجهيز نفسي وبدني.
وفي النهاية، يبقى الحسم داخل الميدان، حيث تُصنع الانتصارات بالعرق، لا بنجوم السماء. المغرب في طريقه لخوض واحدة من أقوى نسخ الكان، والسنغال بدورها مرشحة، وبقية المنتخبات تبحث عن المفاجأة… أما التوقعات فتبقى مجرد مادة للترفيه، لا تصنع بطلاً ولا تمنح لقباً