اختارت جماعة مراكش مقاربة عملية لمواكبة استضافة المدينة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، عبر فتح هامش زمني أوسع أمام الأنشطة التجارية والخدماتية، في خطوة تعكس وعياً بأهمية الاقتصاد الموازي للتظاهرات الكبرى، ودوره في تعزيز جاذبية المدينة وتحقيق مكاسب مباشرة للمهنيين.
القرار، الذي همّ تمديد ساعات إغلاق المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية إلى حدود الثالثة صباحاً، لا يمكن قراءته كإجراء إداري معزول، بل كجزء من تصور أشمل يهدف إلى تكييف إيقاع المدينة مع طبيعة الحدث القاري المنتظر، وما يرافقه من تدفق جماهيري وسياحي غير مسبوق، خصوصاً في الفترات الليلية التي تشكل عنصراً أساسياً في تجربة الزائر داخل مدينة سياحية بامتياز.
من زاوية اقتصادية، يمنح هذا الإجراء المهنيين فرصة حقيقية لرفع رقم معاملاتهم، واستثمار ذروة الإقبال المرتقبة من الجماهير الإفريقية والسياح الأجانب، سواء من خلال خدمات الإطعام أو الترفيه أو التجارة المرتبطة بالحدث. كما يُنتظر أن ينعكس بشكل إيجابي على فرص الشغل المؤقتة، وتنشيط سلاسل التوريد والخدمات الموازية.
أما على المستوى التنظيمي، فيطرح القرار تحديات مرافقة، أبرزها ضرورة تعزيز المراقبة واحترام شروط السلامة والصحة والنظام العام، حتى لا يتحول التمديد الزمني إلى مصدر اختلال أو فوضى. وهنا يبرز رهان التنسيق بين الجماعة والسلطات المحلية والمصالح الأمنية، لضمان توازن دقيق بين تشجيع النشاط الاقتصادي والحفاظ على راحة الساكنة وجودة العيش.
في المحصلة، يبدو أن مراكش تسعى، من خلال هذا الإجراء، إلى تقديم نفسها كمدينة قادرة على التكيف مع المعايير الدولية للتظاهرات الرياضية الكبرى، ليس فقط من حيث البنية التحتية، بل أيضاً من حيث المرونة التنظيمية واستثمار الحدث في تنشيط الاقتصاد المحلي، بما يعزز صورة المدينة كوجهة سياحية إفريقية من الطراز الأول خلال “الكان” وما بعده.