Preloader Image
news خبر عاجل
clock
أزمة الأجور في المغرب بين الواقع والسخرية: من إعلان حارس الأمن إلى موجة التعليقات الساخرة

أزمة الأجور في المغرب بين الواقع والسخرية: من إعلان حارس الأمن إلى موجة التعليقات الساخرة

شهد أحد منشورات موقع إنستغرام موجة من السخرية، بعد إعلان صاحب عمل عن رغبته في توظيف 10 حراس أمن براتب شهري قدره 4800 درهم. الإعلان، بدل أن يُقابل كنموذج لفرصة شغل، فجّر سيلًا من التعليقات الساخرة، لا استهزاءً بالوظيفة، بل تشكيكًا في واقعية الأجر نفسه.


ومن بين التعليقات المتداولة:

“تغالطت ليه 2000 مع 4000”

“أمكن 4800 ليهوم ب10”

“غاتمشي غايقولو ليك 4800 للعام”

هذه السخرية، رغم طابعها الفكاهي، لا تعبّر عن رفض الأجر لأنه غير كافٍ، بل لأنه يُعتبر غير واقعي وغير مألوف داخل قطاع معروف تاريخيًا بأجور ضعيفة. فغالبية حراس الأمن يتقاضون أجورًا أدنى بكثير، ما يجعل رقم 4800 درهم يبدو في نظر الكثيرين مستحيلاً أكثر منه مغريًا.

أحد التعليقات لخّص هذه المفارقة بوضوح حين قال: “المشكل هو انعدام الثقة في الأجور”. فالأمر هنا لا يتعلق بقيمة الراتب في حد ذاتها، بل بانفصال الإعلان عن التجربة اليومية لحراس الأمن، حيث تسود أجور متدنية، ساعات عمل طويلة، والتزامات لا تنعكس على الدخل الحقيقي.


اختلال الصورة الواقعية للأجر: في قطاع اعتاد على أجور ضعيفة، أي رقم يتجاوز السائد يُقابل بالريبة لا بالترحيب.

السخرية كترجمة للتجربة السابقة: التعليقات ليست تهكمًا فارغًا، بل نتاج تجارب متراكمة جعلت الثقة في الإعلانات الوظيفية شبه منعدمة.

أزمة مصداقية قبل أن تكون أزمة أجر: المتفاعلون لا يشككون فقط في قدرة الراتب على تلبية الحاجيات، بل في احتمال تطبيقه فعليًا على أرض الواقع.


الجدل الذي أثاره إعلان توظيف حراس الأمن لم يكن حول ما إذا كان أجر 4800 درهم كافيًا، بل حول كونه غير منسجم مع واقع قطاع تُعرف أجوره بالهشاشة. السخرية هنا ليست رفضًا للعرض، بل تعبيرًا عن فجوة عميقة بين الخطاب الإعلاني وما يعيشه العمال فعليًا، وهي فجوة جعلت الأجر المرتفع نسبيًا يبدو غير قابل للتصديق.

اترك ردا

إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اخبار ذات صلة

تابعنا

أفضل الفئات

يرجى قبول ملفات تعريف الارتباط لتحسين الأداء