Preloader Image
news خبر عاجل
clock
البراهش يجهلون معنى الحرية… درس الفلسفة يفسر سلوك مخربي الطوبيس الجديد بمراكش

البراهش يجهلون معنى الحرية… درس الفلسفة يفسر سلوك مخربي الطوبيس الجديد بمراكش

بعد واقعة تخريب حافلة من الأسطول الجديد بمراكش، استحضرت مباشرة درس الفلسفة حول محور الحرية في مجزوءة الأخلاق. الحرية، كما تعلمنا، ليست مجرد فعل ما يحلو للفرد دون حدود، وليست انفلاتًا عن القانون أو المجتمع. الحرية حق الإنسان في الاختيار الواعي مع احترام الآخرين والمجتمع. ما فعله هؤلاء المراهقون لا يعد حرية، بلاستغلال فوضوي لهذا الحق وتحويله إلى وسيلة للتدمير.

من منظور الحتمية والاختيار، كما أوضح ابن رشد وميرلو بونتي، لا توجد حرية مطلقة ولا انعدام مطلق لها. الحرية الحقيقية هي اختيار واعٍ داخل حدود الواقع والجهد البشري، وليس انفلاتًا عشوائيًا يهدم الممتلكات العامة ويضر الآخرين.

فيما يخص حرية الإرادة، كما قال كانط، الفعل الأخلاقي لا معنى له بدون حرية وإرادة. ما حدث هنا هو سلوك بلا إرادة أخلاقية، مجرد اندفاع بلا وعي أو تفكير، وهو عكس ما يُعتبر حرية حقيقية ومسؤولة.

أما من زاوية الحرية والقانون، كما بيّن مونتسكيو وحنة آرنت، فإن الحرية الحقيقية ليست مطلقة، بل مرتبطة بالقوانين وحقوق الآخرين، وتشمل المجال العمومي الذي يتيح للجميع حق الفعل والكلام ضمن حدود تحمي المجتمع. هؤلاء المراهقون تجاوزوا هذه الحدود، واعتقدوا أن حرية الفرد تسمح له بالتدمير والفوضى، بينما الحقيقة أن الحرية حق مشروط بالواجب والمسؤولية تجاه الآخرين.

ما وقع إذًا ليس مجرد طيش أو شقاوة، بلدرس حي في الحرية الحقيقية ومسؤوليتها: الحرية ليست انفلاتًا، بل حق مصحوب بالواجب والوعي بالقانون وبالمجتمع. بدون هذا التوازن، تتحول الحرية إلى فوضى وانفلات يضر الجميع ويعرقل المصلحة العامة.

تخريب الطوبيس الجديد في مراكش يوضح كيف يُساء فهم الحرية، ويؤكد ضرورة غرس الوعي بالقيم الأخلاقية والقانونية منذ الصغر، وتطبيق قوانين رادعة ضد كل من يظن أن الحرية تعني التمرد على القوانين والمجتمع. الحرية الحقيقية حقٌ مسؤول، وليس مطلقًا، وهي لا تكتمل إلا بالاحترام الواعي للآخرين والمجتمع.

اترك ردا

إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اخبار ذات صلة

تابعنا

أفضل الفئات

يرجى قبول ملفات تعريف الارتباط لتحسين الأداء