لم يكن صباح اليوم السبت عادياً بالمطرح الإقليمي للنفايات بجماعة حربيل، بضواحي مراكش، بعدما تحوّل فضاء العمل إلى مسرح لواقعة مفجعة، إثر العثور على جثة رضيع حديث الولادة وسط أكوام الأزبال، في حادث هزّ المشاعر وأثار موجة غضب واستنكار واسعة.
وبحسب معطيات ميدانية موثوقة، فإن الجثة جرى اكتشافها خلال سير عادي لعملية تفريغ النفايات، قبل أن يتبين للعمال أنهم أمام رضيع لا تتجاوز أيامه الأولى، ما استدعى التوقف الفوري عن الأشغال وإشعار السلطات المختصة.
المعطيات الأولية تشير إلى أن الجثة يُرجح أن تكون قد نُقلت إلى المطرح دون قصد عبر إحدى شاحنات جمع الأزبال القادمة من أحياء بمدينة مراكش، بعدما وُضعت داخل حاوية للنفايات في ظروف لا تزال غامضة، إلى أن انكشفت الحقيقة المروعة بمكان الطمر.

وفور التوصل بالإشعار، انتقلت عناصر الدرك الملكي التابعة لمركز حربيل إلى موقع الحادث، مدعومة بفرق الشرطة العلمية والتقنية، حيث تم تطويق المكان وإجراء معاينات دقيقة، مع جمع كل المؤشرات التي قد تسهم في فك خيوط هذه القضية.
وبتعليمات من النيابة العامة المختصة، جرى نقل جثة الرضيع إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتشريح الطبي، قصد تحديد السبب الحقيقي للوفاة، والكشف عما إذا كان الأمر يتعلق بوفاة طبيعية أعقبتها عملية تخلٍّ، أو بجريمة قتل مكتملة الأركان.
وبالتوازي مع ذلك، باشرت المصالح الأمنية تحقيقاً قضائياً معمقاً، يشمل التدقيق في مسارات شاحنات نقل النفايات التي ولجت المطرح خلال الساعات الأولى من الصباح، إلى جانب الاستعانة بتسجيلات كاميرات المراقبة بالأحياء المحتمل ارتباطها بالواقعة، في إطار مساعٍ حثيثة لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية في حادثة صادمة تمس القيم الإنسانية قبل أن تخالف نصوص القانون.