Preloader Image
news خبر عاجل
clock
حدائق صُرفت عليها الملايين بمراكش تتضرر بمحيط الملعب الكبير

حدائق صُرفت عليها الملايين بمراكش تتضرر بمحيط الملعب الكبير

حين تتحول الحدائق المحيطة بالملعب الكبير بمراكش إلى مواقف عشوائية للسيارات، فذلك لا يكون صدفة، ولا سلوكًا فرديًا معزولًا، بل علامة واضحة على خلل أعمق اسمه غياب التنظيم. فالحديقة لا تُدهس إلا عندما يُغلق أمام الناس كل خيار آخر.

ما وقع في محيط الملعب كشف هذه الحقيقة بوضوح. مساحات خضراء أُنجزت بأموال عمومية، عشبها داسَته العجلات، وتجهيزات سقيها تضررت، وخراطيمها اقتُلعت، في مشهد لا يسيء فقط إلى جمالية المكان، بل إلى فكرة التدبير الحضري نفسها.


بعد هذه الصورة، يظهر السبب. مرآب السيارات التابع للملعب الكبير أُغلق في وجه الجماهير لدواعٍ أمنية، وهو إجراء يمكن تفهّمه في حد ذاته. غير أن الإغلاق تمّ دون أي مواكبة تنظيمية، ودون توفير بدائل واضحة لركن آلاف السيارات، وكأن القرار انتهى عند بوابة المرآب.


لا مواقف مؤقتة، لا توجيه، لا نقل جماعي من نقاط بعيدة، ولا حماية فعلية للفضاءات الخضراء. فكان الطبيعي أن يبحث المواطن عن أقرب حل، ولو كان على حساب الحديقة.


في المدن التي تُفكر قبل أن تُغلق، يُواكب الإجراء الأمني بحلول عملية، لأن الأمن لا يُقاس فقط بالحواجز، بل بقدرة التنظيم على منع الفوضى قبل وقوعها. أما في هذه الحالة، فقد تُركت الفوضى تُدبّر المشهد، ودُفع المال العام مرة أخرى ثمن قرار غير مكتمل.

القضية إذن ليست في إغلاق المرآب، بل في ما بعد الإغلاق.

في التخطيط الغائب، وفي غياب من يسأل: كيف نحمي ما أنجزناه؟ وكيف نستقبل جمهورًا كبيرًا دون أن نخرب مدينتنا بأيدينا؟

اترك ردا

إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اخبار ذات صلة

تابعنا

أفضل الفئات

يرجى قبول ملفات تعريف الارتباط لتحسين الأداء