بين زخم الاستعدادات التي تعيشها مراكش قبيل احتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، لم تمر ساحة جامع الفنا دون أن تكون تحت مجهر المراقبة الصارمة، بعدما شهدت، مساء الجمعة 19 دجنبر 2025، تدخلًا ميدانيًا للجنة مختلطة أعادت فتح ملف السلامة الصحية في واحد من أكثر الفضاءات السياحية ارتيادًا بالمملكة.
التحرك الميداني لم يكن شكليًا، بل جاء مدعّمًا بمعاينات دقيقة طالت أنشطة بيع العصائر والمأكولات الخفيفة، حيث تم الوقوف على اختلالات خطيرة تتعلق بضعف شروط النظافة، وغياب البطائق الصحية لدى بعض الممارسين، وسوء طرق تخزين الفواكه، إلى جانب استعمال مواد مضافة غير مرخصة، وزيوت وثلج لا تستوفي الحد الأدنى من المعايير الصحية.
هذه المخالفات تُرجمت على أرض الواقع بحجز وإتلاف كميات وُصفت بالكبيرة من المواد غير الصالحة للاستهلاك، شملت عشرات اللترات من العصائر، وكيلوغرامات من الفواكه المتعفنة والرمان الفاسد، إضافة إلى موز غير صالح وزيوت قلي متدهورة، في خطوة استباقية لتفادي أي تهديد محتمل لصحة الزوار والمواطنين.
وعلى ضوء ما تم ضبطه، قررت اللجنة المختصة توقيف نشاط أحد باعة العصير لمدة سبعة أيام، مع توجيه إنذارات مرفوقة بغرامات مالية في حق عدد من المخالفين، في تطبيق صارم للقوانين المنظمة للقطاع.
وتعكس هذه العملية توجهًا واضحًا نحو تشديد المراقبة الصحية بساحة تُعد واجهة عالمية للمدينة الحمراء، ورسالة مفادها أن الرهان على إنجاح “كان 2025” لا يمر فقط عبر الملاعب والبنيات التحتية، بل يبدأ أيضًا من حماية صحة المستهلك وصون صورة مراكش كوجهة سياحية دولية.