بطولة كأس العرب… مشاركة مغربية محفوفة بالمخاطر

بقلم: ذ. الحسين العطشان

تأتي مشاركة المنتخب المغربي في بطولة كأس العرب للأمم ضمن سياق رياضي معقّد، على الرغم مما توفره هذه المنافسة من حوافز مالية معتبرة تسيل لعاب عدد من الاتحادات. غير أنّ الطابع “الملغوم” لهذه البطولة يفرض قراءة متأنية للتداعيات المحتملة على المنتخب الوطني، سواء من حيث ترتيبه الدولي أو من حيث علاقته بالأندية المصدّرة للاعبين.

فمستوى المنتخبات المشاركة، الذي يضم عدداً كبيراً من المنتخبات ذات الترتيب المتواضع في تصنيف الفيفا، يجعل أي تعثّر أو تعادل أمامها أشبه باستنزاف مباشر لنقاط الترتيب العالمي. وفي الوقت الذي تبذل فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مجهودات كبيرة للارتقاء بترتيب “الأسود”، قد تتحول بعض مباريات هذه البطولة إلى عبء غير محسوب العواقب على المدى المتوسط.

وتتعاظم هذه المخاوف حين نضيف إلى الصورة البعد المعنوي والعلاقي المرتبط بالأندية التي ينتمي إليها لاعبونا. فالمشاركة في بطولة غير مدرجة ضمن الأجندة الدولية، بالتزامن مع الاستحقاقات الإفريقية القارية، يمكن أن تخلق توتراً غير مرغوب فيه مع الأندية التي تعتمد على لاعبيها الدوليين بشكل أساسي، وهو أمر قد يؤثر على انضباط مسار التعاون بين الجامعة وهذه الأندية في المستقبل.

إن رغبة الجماهير في مشاهدة منتخبها وحرص اللاعبين على تمثيل البلاد يبقيان عنصرين إيجابيين، لكنهما لا يلغيَان ضرورة التعامل مع هذه البطولة بحكمة وواقعية. فالحسابات التقنية، وترتيب الفيفا، واحترام التزامات اللاعبين مع أنديتهم، كلها عوامل تستحق أن تكون ضمن معادلة اتخاذ القرار.

وفي انتظار ما ستسفر عنه مشاركة المنتخب المغربي، يبقى السؤال الجوهري مطروحاً: هل ستشكّل هذه البطولة فرصة لتعزيز التجربة الدولية للاعبين الشباب، أم ستتحول إلى فخّ يعطّل مسار تقدّم المنتخب في سباق التصنيف العالمي ويؤثر في علاقته بمحيطه الاحترافي؟