Preloader Image
news خبر عاجل
clock
حافلات مراكش الجديدة بين الأمطار والأتربة… أول اختبار للأسطول الحديث

حافلات مراكش الجديدة بين الأمطار والأتربة… أول اختبار للأسطول الحديث

رغم ما رافق إطلاق الأسطول الجديد لحافلات النقل الحضري بمراكش من وعود كبيرة وخطاب رسمي يُسوّق لمرحلة جديدة في خدمات التنقل، كشفت أولى التساقطات المطرية، مرفوقة بأتربة وأوحال الأشغال المفتوحة، هشاشة التدبير اليومي لهذا المرفق الحيوي. حافلات حديثة، لم يمر على دخولها الخدمة وقت طويل، وجدت نفسها متسخة، في مشهد وثّقه عدد من المواطنين وجرى تداوله على نطاق واسع، ما أعاد إلى الواجهة سؤال الحكامة بدل الاكتفاء بترديد شماعة “الأمطار والأشغال”.


المشكل، كما يرى متابعون، ليس في نزول المطر ولا في وجود أوراش التهيئة، فهذه معطيات طبيعية ومعلومة سلفاً، بل في غياب خطة مواكبة حقيقية تُفترض في مدينة بحجم مراكش، تُقدَّم كعاصمة سياحية وتستعد لاحتضان تظاهرات ومنافسات قارية. كيف لحافلات يُفترض أن تعكس صورة مدينة منظمة وحديثة أن تتحول، بعد أيام قليلة من التساقطات، إلى فضاءات تفتقد لأبسط شروط النظافة والراحة؟


الأخطر في الأمر أن هذا الواقع يأتي في ظرفية دقيقة، حيث تخضع المدن المغربية لمقارنات قارية صارمة، لا فقط على مستوى البنية التحتية، بل أيضاً في جودة التدبير اليومي للتفاصيل الصغيرة، التي تصنع الانطباع الكبير. فالحافلة المتسخة لا تُحسب على شركة النقل وحدها، بل تُسجل مباشرة في رصيد المدينة وصورتها لدى الزائر والمواطن على حد سواء.


مراكش اليوم ليست في موقع يسمح لها بتبرير الاختلالات بالظروف المناخية أو بالأوراش المفتوحة. المدن التي تحترم نفسها تُدبّر الأزمات الصغيرة قبل أن تتحول إلى فضائح يومية. أما الاستمرار في التعامل مع هذه الوضعية بمنطق “راه شتا وراه خدامين”، فلا يخدم إلا تكريس صورة مدينة تتجمّل في الخطابات، وتتعثر في التفاصيل.


الحافلات الجديدة قد تكون خطوة إلى الأمام، لكن بدون تدبير صارم، ستظل مجرد واجهة لامعة تخفي خلفها نفس الأعطاب القديمة. وفي زمن المنافسة القارية، التفاصيل لم تعد ثانوية، بل أصبحت معياراً حاسماً في تقييم المدن وقدرتها على احترام مواطنيها وضيوفها

اترك ردا

إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اخبار ذات صلة

تابعنا

أفضل الفئات

يرجى قبول ملفات تعريف الارتباط لتحسين الأداء