أشغال تهيئة شارع فاس بمراكش تُثير الجدل بعد تغطية جذوع الأشجار بالإسفلت أمام دار التونسي

تشهد أشغال تهيئة شارع فاس بمراكش، على مستوى دار التونسي، موجة من الانتقادات بعد رصد طريقة غير سليمة في التعامل مع الأشجار المتواجدة على طول الممرات الجديدة، حيث تمّ تغطية جذوع عدد من الأشجار بطبقة من الإسفلت دون ترك مساحات مخصصة للتربة أو لتنفس الجذور، في مخالفة واضحة للمعايير المعتمدة في مشاريع التهيئة الحضرية.

الصور الملتقطة من مكان الورش توضح أن الجذوع حوصرت بالكامل بمواد التعبيد، سواء تعلق الأمر بالأشجار الكبيرة أو الصغيرة، مما يهدد حياتها ويعرضها للجفاف والاختناق بسبب غياب الهواء والماء عن جذورها. وتشدد مصادر بيئية على أن هذه الممارسة تُعد من أبرز أسباب موت الأشجار داخل المجال الحضري، لأنها تمنع تسرب المياه إلى الجذور وتؤدي إلى تدهور تدريجي في قدرتها على الصمود.

وتطرح هذه الوضعية أسئلة بشأن وجود مراقبة تقنية من طرف المصالح الجماعية المختصة، خاصة وأن مشاريع التهيئة بمدينة كبيرة مثل مراكش تُفترض أن تحترم ضوابط التوزيع النباتي ومساحات التهوية المحيطة بالأشجار. كما يطالب مهتمون بالشأن البيئي بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الوضع.

ويؤكد متتبعون أن الأشغال يجب ألا تكون مجرد وضع للإسفلت وتحسين للمظهر السطحي، بل ينبغي أن تراعي عنصر البيئة وجودة الحياة، خصوصاً وأن مراكش تعتمد في جزء من جاذبيتها على أشجارها ومساحاتها الخضراء التي تُكوّن جزءاً من هويتها البصرية والسياحية.

ويُنتظر أن تتدخل المصالح المختصة لإعادة فتح مساحات دائرية حول الأشجار المعنية، حفاظاً على المجال البيئي وضماناً لتوازن المشهد الحضري في واحد من أهم محاور المدينة