لم تكن التحركات الليلية غير المعتادة داخل إحدى الفيلات المصنفة بمنطقة الشريفية مجرد تفاصيل عابرة، بل مؤشرات قادت إلى تدخل أمني حاسم أنهى نشاطًا ظل لفترة يثير استياء الساكنة ويهدد هدوء الإقامة.
التدخل الأمني، الذي نُفذ في ساعة متأخرة من ليلة الخميس، أسفر عن ضبط 13 شخصًا داخل فيلا يُشتبه في تحويلها إلى فضاء لممارسات غير مشروعة، وذلك عقب عملية منسقة قادتها عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بمراكش، بدعم من وحدات درك تسلطانت، بعد تحريات دقيقة ورصد ميداني.
المسار القضائي للقضية انطلق بإخضاع عشرة أشخاص لتدبير الحراسة النظرية، قبل إحالتهم على النيابة العامة المختصة، في حين تم الاستماع إلى ثلاثة آخرين في حالة سراح. وبعد دراسة المعطيات، تقرر متابعة شخص واحد في وضعية اعتقال احتياطي، مقابل متابعة باقي المتورطين دون اعتقال، مع تحديد جلسة الاثنين المقبل كبداية لمحاكمتهم.
الأبحاث لم تستثنِ أطرافًا أخرى، حيث أصدرت الجهات المختصة مذكرات بحث في حق ثلاثة أشخاص يُشتبه في تورطهم في كراء الفيلا وإعدادها لهذا الغرض، إضافة إلى الاشتباه في أدوار مرتبطة بالوساطة في البغاء.
وخلال تفتيش المكان، تم حجز لفافات يُرجح احتواؤها على مخدر الكوكايين، إلى جانب قنينات لغاز الضحك ومشروبات كحولية متنوعة، ما عزز فرضية استغلال الفيلا في أنشطة محظورة تحت غطاء السهرات الخاصة.
وتفيد المعطيات المتوفرة بأن من بين الموقوفين أجانب يحملون الجنسية الفرنسية، ينحدرون من أصول مغربية وجزائرية ومالية وسنغالية، إلى جانب نساء يُشتبه في تورطهن في ممارسة الدعارة، وشخص يُعتقد قيامه بأدوار تنسيقية داخل هذا النشاط.