أسطول الحافلات الجديدة بمراكش… 5 دراهم ليست المشكلة إن كانت الخدمة في مستوى التطلعات

مع اقتراب إطلاق أسطول الحافلات الجديدة بمدينة مراكش يوم الإثنين 15 دجنبر الجاري، يكثر الحديث بين المواطنين حول الزيادة المرتقبة في تسعيرة التنقل، التي ستصل إلى 5 دراهم بدل 4 بعد انتهاء منافسات كأس أمم إفريقيا 2025. هذه الزيادة أثارت نقاشاً واسعاً، غير أن السؤال الحقيقي الذي يطرحه المواطنون ليس هو “كم سندفع؟” بل “ما الذي سنحصل عليه مقابل هذا الثمن؟”.

فالساكنة المراكشية لا تعترض مبدئياً على الزيادة إذا كانت ستقابلها خدمة حضرية محترمة، حافلات حديثة ونظيفة، احترام صارم لمواعيد المرور، خطوط واضحة تغطي الأحياء البعيدة، وتعامل مهني من طرف السائقين. في نهاية المطاف، كما يقول الكثيرون: “إيلا كانت الجودة… الثمن ماشي هو المشكل”.

فالمواطن مستعد أن يؤدي 5 دراهم أو أكثر، شرط أن يجد خدمة آمنة، سريعة، ومريحة، وأن يشعر بأن قيمة الزيادة انعكست فعلاً على تجربته اليومية في التنقل.

المدينة عرفت خلال السنوات الماضية معاناة كبيرة بسبب تهالك الأسطول القديم، كثرة الأعطاب، الاكتظاظ، والتأخر المتكرر، وهو ما جعل النقاش حول التسعيرة يرتبط دائماً بالجودة المفقودة. اليوم، ومع وصول حافلات جديدة بمعايير حديثة، ينتظر الجميع أن يكون التغيير حقيقياً لا شكلياً.

كما أن التسعيرة المخفضة للطلبة، التي ستظل كما هي، تُعد خطوة إيجابية لحماية القدرة الشرائية لشريحة واسعة تعتمد على النقل العمومي بشكل يومي في مسارها الدراسي.

وبين الزيادة المنتظرة وانتظارات الساكنة، يبقى الرهان الأكبر على التشغيل الجيد، مراقبة صارمة للجودة، وإستراتيجية واضحة لتدبير الخطوط، حتى يشعر المواطن أن الدرهم الإضافي ليس عبئاً… بل استثماراً في خدمة أفضل