مرشد سياحي بمراكش يتطوّع لمرافقة السائحة الإيطالية ضحية الاعتداء… مبادرة إنسانية تُعيد الاعتبار لصورة المدينة
مرشد سياحي بمراكش يتطوّع لمرافقة السائحة الإيطالية ضحية الاعتداء… مبادرة إنسانية تُعيد الاعتبار لصورة المدينة
في مبادرة إنسانية لافتة، عبّر المرشد السياحي المراكشي مصطفى عن استعداده التام للتطوّع ومرافقة السائحة الإيطالية التي تعرّضت مؤخراً لاعتداء بالمدينة العتيقة، وذلك خلال ما تبقّى من جولاتها داخل مراكش أو خارجها، «بكل فرح وسرور»، كما جاء في تدوينته التي لقيت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
مبادرة فردية… ورسالة جماعية
خطوة المرشد السياحي جاءت في وقت يتابع فيه الرأي العام المغربي حادث الاعتداء الذي استهدف السائحة الإيطالية، والذي أثار موجة تضامن واسعة معها، سواء من المواطنين أو من فعاليات القطاع السياحي.
مصطفى — وهو واحد من الوجوه المعروفة في أوساط الإرشاد السياحي بالمدينة — اختار أن يقدّم نموذجاً مغايراً للرد على الحادث، من خلال مبادرة تُرسّخ قيم الضيافة والكرم التي طالما ميّزت المغاربة، وتساهم في إعادة الصورة الحقيقية لمراكش باعتبارها مدينة مفتوحة، آمنة، ومرحِّبة بزوارها.
ردود فعل إيجابية وتفاعل واسع
التدوينة التي نشرها المرشد السياحي أثارت إعجاب المتابعين، الذين اعتبروا أن المبادرة تحمل أكثر من رسالة:
• رسالة تضامن إنساني مع الضحية.
• رسالة مهنية تفيد أن مرشدي المدينة جزء من منظومة حماية الزوار.
• ورسالة وطنية تؤكد أن صور السلوك الفردي لا تمثل روح المدينة ولا سكانها.
كما أشاد عدد من زملائه المرشدين بهذه الخطوة، معتبرين أن مثل هذه المبادرات تساهم في تعزيز ثقة السياح في الوجهة المراكشية وفي العاملين بالقطاع السياحي.
قطاع السياحة… ومسؤولية جماعية
يأتي هذا التحرك في سياق تعبئة جماعية يشهدها القطاع السياحي بالمدينة بعد الواقعة، حيث عبّر مهنيون، جمعيات، وفنادق عن استعدادهم لتقديم كل أشكال الدعم للضحية، إضافة إلى دعوات لتقوية إجراءات السلامة بالأحياء الأكثر ارتياداً من طرف الزوار.
كما يرى مراقبون أن مبادرة المرشد السياحي مصطفى يمكن أن تكون مثالاً يحتذى به في تعزيز صورة المهنيين وفي بناء علاقة ثقة بين السائح والمدينة.
مراكش… مدينة لا تستسلم للصور السلبية
ورغم الحادث المؤسف، يؤكد المتتبعون أن مراكش تظل واحدة من أكثر المدن استقبالاً للسياح في العالم، وأن قوة المدينة تكمن في قدرة سكانها ومهنييها على تحويل الأزمات إلى فرص لإبراز قيمهم الأصيلة وروح التضامن التي طبعت تاريخ الحمراء.
ومبادرة مصطفى ليست سوى تجسيد بسيط لهذا العمق الإنساني الذي يجعل مدينة مراكش مختلفة، نابضة، وقادرة على احتواء الجميع.